بعد الهجوم الصاروخي الإيراني الأخير على إسرائيل، تزداد المخاوف بشأن التصعيد العسكري في المنطقة، حيث تشير التقارير إلى أن إسرائيل قد ترد بضربات هائلة تشمل المنشآت النفطية أو استهداف الحرس الثوري أو القيادة الإيرانية. هذا التوتر يزيد من احتمالات نشوب صراع شامل في الشرق الأوسط، قد يؤدي إلى تغييرات جذرية في النظام الإيراني.
الهجوم على إسرائيل يعكس الصراع العميق بين الجانبين، حيث تتداخل المصالح الإقليمية مع طموحات النفوذ والقوة، وسط بيئة مليئة بالتوترات السياسية والعسكرية. إيران، التي تعتمد على وكلائها في المنطقة لزيادة الضغط على إسرائيل، قد تكون على وشك مواجهة رد إسرائيلي غير مسبوق.
إسرائيل تجد نفسها في وضع حساس للغاية، إذ أن أي هجوم على المنشآت الإيرانية، خاصة النووية، قد يعزز من برنامج طهران النووي، وهو أمر قد يقوي النظام الإيراني داخليًا بدلاً من إضعافه. ومع ذلك، يبدو أن الخيارات أمام إسرائيل لا تزال متنوعة، حيث تمتلك القدرة على استهداف البنية التحتية الإيرانية، مما قد يُضعف الاقتصاد الإيراني.
الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا قد تتدخل لحماية إسرائيل، ما يزيد من التعقيدات الجيوسياسية، حيث يتخذ الصراع بُعدًا دوليًا أكبر. ومع ذلك، تبقى الخيارات الدبلوماسية، مثل وقف إطلاق النار بوساطة دولية، مطروحة لتجنب الانجرار إلى حرب شاملة قد تؤدي إلى زعزعة الاستقرار في المنطقة بأكملها.
التصعيد العسكري بين إسرائيل وإيران يأتي في سياق أوسع من التوترات في المنطقة، حيث تتشابك المصالح الإقليمية والعالمية.
إضافة إلى المشهد المتوتر بين إسرائيل وإيران، يبرز تساؤل كبير حول مآلات الصراع الإقليمي وما إذا كان من الممكن احتواءه أو تصعيده إلى حرب شاملة. التكهنات تشير إلى أن إسرائيل قد تتخذ خطوات غير مسبوقة للتصعيد، وقد تشمل استهداف البنية التحتية الحيوية لإيران مثل منشآتها النفطية أو توجيه ضربات مباشرة للحرس الثوري، ما يهدد باندلاع ثورة شعبية في إيران.
من جانب آخر، يمكن أن تعزز هذه الضربات من طموحات إيران النووية وتوحيد الجبهة الداخلية ضد العدوان الخارجي. السيناريو الأسوأ قد يقود إلى إشعال مواجهات إقليمية أوسع تشمل وكلاء إيران في لبنان واليمن وربما دول أخرى في الخليج.
التدخل الدولي سيكون حاسمًا في تحديد مسار الأمور. الولايات المتحدة والقوى الغربية تبدو غير راغبة في رؤية حرب إقليمية كبرى، إذ سيؤدي ذلك إلى زعزعة الاستقرار في منطقة ذات أهمية استراتيجية واقتصادية. وفي هذا السياق، يظل خيار التهدئة عبر القنوات الدبلوماسية، بوساطة دولية، حلاً ممكناً ولكنه محفوف بالتحديات في ظل تصاعد الخطاب العدائي من كلا الجانبين.
إلى جانب المخاطر العسكرية، هناك أيضًا العواقب الاقتصادية المحتملة. أي استهداف للبنية التحتية النفطية الإيرانية سيعني اضطرابات كبيرة في أسواق الطاقة العالمية، مما قد يؤدي إلى ارتفاع أسعار النفط وانهيار السوق في ظل أزمة طاقة عالمية.