الخميس. أكتوبر 17th, 2024

خطة النصر الأوكرانية.. عن استراتيجية زيلينسكي الحاسمة؟

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إن بلاده ستطرح “خطة النصر” في اجتماع دوري لحلفائها في رامشتاين بألمانيا في 12 أكتوبر/ تشرين الأول.

وكتب في منشور على تيليغرام: “سنطرح خطة النصر، خطوات واضحة ومحددة لإنهاء الحرب على نحو عادل”.

وكانت أوكرانيا قد تحدثت في الشهور القليلة الماضية عن خطة لإنهاء الحرب التي تشنها عليها جارتها الأكبر روسيا منذ نحو 1000 يوم.

اجتماع رامشتاين القادم، المقرر عقده في 12 أكتوبر/تشرين الأول، يأتي في لحظة حاسمة ضمن الحرب الروسية الأوكرانية، حيث يعتزم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي تقديم “خطة النصر”. هذه الخطة، التي لم تكشف تفاصيلها حتى الآن، تهدف إلى تحقيق نتائج ملموسة على ساحة المعركة واستغلال الدعم العسكري واللوجستي الذي تقدمه دول حلف شمال الأطلسي (الناتو) وأصدقاء أوكرانيا.

السياق الدولي لهذا الاجتماع يتمثل في تزايد الضغوط على الحلفاء لتقديم المزيد من الأسلحة المتطورة التي تساهم في تغيير معادلة القوة. فمنذ بداية الحرب، لعب الدعم الغربي دورًا حاسمًا في تمكين القوات الأوكرانية من مواجهة الجيش الروسي المتفوق عددياً وتسليحاً. إلا أن التحديات مستمرة، خاصة في ظل استمرار الهجمات الصاروخية الروسية وتصاعد الحرب في عدة جبهات، بما في ذلك في مناطق الجنوب والشرق.

ويكتسب اجتماع رامشتاين أهمية خاصة بسبب تطورات ميدانية عدة، منها الدعم المستمر الذي يتوقع أن يشمل تعزيز الدفاعات الجوية الأوكرانية، تقديم الطائرات المقاتلة المتقدمة، وتوفير أسلحة جديدة تلبي احتياجات المرحلة الحالية. علاوة على ذلك، هناك تركيز متزايد على تزويد أوكرانيا بأنظمة دفاعية تحمي البنية التحتية الحيوية، مثل محطات الطاقة والمرافق العامة، التي تتعرض للقصف الروسي المستمر.

قد تتضمن “خطة النصر” أيضًا إشارات إلى إعادة إعمار أوكرانيا ما بعد الحرب، وتأمين الدعم المالي والمؤسسي لبناء بنية تحتية جديدة. كما يمكن أن تشمل تحالفات سياسية وعسكرية لضمان تعزيز قوة أوكرانيا واستقلالها على المدى الطويل. يبدو أن زيلينسكي يسعى إلى تقديم تصور شامل لكيفية إنهاء الحرب بما يضمن تحقيق الأهداف الأوكرانية، وضمان عدم تكرار العدوان الروسي، وربما يشير إلى استراتيجيات طويلة الأمد لتعزيز التحالفات الإقليمية والدولية.

على المستوى الدولي، الاجتماع سيكون فرصة هامة للغرب لمراجعة سياساته تجاه روسيا، وتقديم مؤشرات واضحة على استعداده لدعم أوكرانيا في مواجهة طويلة الأمد، حيث أن المواجهة الحالية لم تعد مجرد حرب إقليمية بل أزمة عالمية تؤثر على توازن القوى في أوروبا والعالم.

إعلان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عن تقديم “خطة النصر” في اجتماع رامشتاين المقبل يحمل دلالات كبيرة على تطورات الصراع مع روسيا. هذه الخطة قد تكون مرحلة جديدة من استراتيجيات أوكرانيا العسكرية والسياسية المدعومة من الغرب لتحقيق التفوق في الصراع المستمر. أحد الجوانب التي يمكن أن تتناولها الخطة هو التحرك العسكري المباشر لتحرير المناطق المحتلة شرق البلاد، خصوصاً بعد النجاحات الأوكرانية في بعض الجبهات.

ومن المتوقع أن تركز “خطة النصر” على محاور رئيسية: تعزيز الدفاعات الجوية الأوكرانية المتأثرة بالقصف الروسي المتواصل، وزيادة الضغط العسكري على قوات الاحتلال الروسية في الجنوب، حيث تُعد استعادة السيطرة على مناطق مثل خيرسون وزابوريجيا أولوية قصوى. من جهة أخرى، قد يتم التطرق إلى إعادة ترتيب القوات العسكرية وتعزيز التعاون الاستخباراتي مع الغرب للحصول على معلومات دقيقة تسمح بتوجيه ضربات دقيقة للبنى التحتية العسكرية الروسية.

الشق الآخر للخطة قد يركز على تمويل الحرب، حيث يعاني الاقتصاد الأوكراني من ضغوط كبيرة جراء الحرب المستمرة. الدعم المالي الغربي سيشكل عنصراً أساسياً في استدامة الجهد الحربي وإعادة بناء البنية التحتية التي تضررت جراء القصف الروسي، كما سيخلق أرضية لمشروع مستقبلي لإعادة إعمار البلاد.

إضافة إلى ذلك، يمكن أن تتضمن الخطة جوانب دبلوماسية، حيث تسعى أوكرانيا إلى استغلال التضامن الغربي وتعزيز الدعم السياسي لوقف الهجمات الروسية، وفرض عزلة أكبر على موسكو في المحافل الدولية.

الخطوة الحاسمة التي قد تقدم عليها أوكرانيا هي التركيز على إنهاء الحرب من خلال حسم عسكري، مدعوم من الدول الغربية الكبرى، بهدف تحقيق استعادة الأراضي المحتلة بشكل كامل.

Related Post