الخميس. أكتوبر 17th, 2024

“سويفت” تعيد تشكيل النظام المالي العالمي.. كيف سيكون دور العملات الرقمية؟

أعلنت شبكة سويفت العالمية للمراسلة المصرفية، أنها ستجرب المعاملات الحية للأصول الرمزية والعملات الرقمية العام المقبل، وهي أحدث خطوة في التكامل البطيء حاليا لمثل هذه الأصول في النظام المالي الأوسع.

شبكة “سويفت” العالمية اتخذت خطوة جديدة في اتجاه التكامل بين النظام المالي التقليدي والعملات الرقمية عبر إعلانها البدء في تجربة المعاملات الحية للأصول الرمزية والعملات الرقمية العام المقبل. حيث يُعد هذا التحرك إشارة واضحة إلى التحول المحتمل الذي قد يعيد صياغة النظام المالي العالمي.

الأساس الذي تعمل عليه “سويفت” هو تقليص الحاجة إلى الوسطاء في التعاملات المالية، عبر تقديم نظام أسرع وأقل تكلفة يعتمد على تقنية الـ “بلوكتشين” لتحويل الأصول التقليدية، مثل السندات، إلى وحدات رقمية يتم تداولها بشكل أكثر كفاءة وشفافية.

الهدف الأساسي من هذه الخطوة هو تحقيق تجارة أسرع وأكثر كفاءة. العملات الرقمية للبنوك المركزية، التي تعمل كنسخ رقمية للنقود الورقية التقليدية، تعتبر أساسًا رئيسيًا لهذا التوجه، حيث تحاول الهيئات النقدية تقليد العملات المشفرة مثل البيتكوين من خلال طرح نسخ رسمية رقمية يمكنها التعامل مع الأصول الرمزية. ما يميز هذه الخطوة هو إدخال أدوات جديدة لدعم الأصول الرقمية، مما يسمح للبنوك بالاعتماد على بنيتها التحتية الحالية في النظام المالي التقليدي لتبني هذه التحولات.

أحد الجوانب الرئيسية لهذه المبادرة هو القدرة على دمج أنظمة الدفع الرقمية المختلفة وتوحيدها. هذا يعزز من دور “سويفت” كقناة رئيسية تربط بين آلاف البنوك حول العالم. البنية التحتية الحالية للشبكة، التي تمتد عبر أكثر من 200 دولة، تجعل من الممكن تبني هذا النظام الرقمي الجديد بسرعة وسهولة نسبيًا.

ومع أن الإطار الزمني لتطبيق هذه الخطوة يعتمد بشكل كبير على تطور العملات الرقمية للبنوك المركزية، إلا أن البنية التحتية القوية لسويفت تجعلها في موقع مثالي للمضي قدمًا. في حال نجاح التجارب، يمكن أن تؤدي هذه المبادرة إلى تحولات جذرية في كيفية عمل النظام المالي العالمي، مع احتمالية إعادة تشكيل خارطة التعاملات المالية التقليدية على مستوى عالمي.

هذه الخطوة تفتح آفاقاً جديدة لاستخدام العملات الرقمية التي طورتها البنوك المركزية، والتي تهدف إلى تحقيق معاملات أسرع وأقل تكلفة من خلال تقليل دور الوسطاء في العمليات المالية التقليدية.

ما تفعله “سويفت” هو إدخال تقنية بلوكتشين لتمثيل الأصول التقليدية (مثل السندات والأسهم) على شكل رموز رقمية. هذا التحول يجعل من الممكن التعامل مع الأصول بشكل أكثر سلاسة عبر شبكات رقمية، حيث يمكن تداولها وإتمام المعاملات في الوقت الفعلي. من خلال هذه الخطوة، تسعى “سويفت” إلى تمكين المعاملات العالمية من أن تكون أكثر كفاءة من حيث الوقت والتكاليف.

العملات الرقمية للبنوك المركزية (CBDCs) تُعد حجر الأساس في النظام المالي الجديد الذي تتبناه “سويفت”. فبكونها نسخًا رقمية من النقود الورقية، تستطيع البنوك المركزية استخدامها لدعم الأصول الرمزية. ومن خلال هذه التجربة، تسعى “سويفت” إلى دمج هذه العملات في بنيتها التحتية، مما سيعزز من قدرة البنوك التجارية والمؤسسات المالية على استخدام الأصول الرقمية بشكل فعّال.

أحد التحديات الرئيسية التي تواجه تبني هذه التقنيات هو السوق المجزأ، حيث تعمل منصات مختلفة بتقنيات مختلفة. بالإضافة إلى ذلك، رغم الإمكانات الكبيرة للنظام الرقمي، إلا أن هناك تحديات تتعلق بالتنظيم والتكامل بين أنظمة الدفع التقليدية والجديدة. غير أن نجاح هذه الخطوة يمكن أن يعزز مكانة “سويفت” كلاعب رئيسي في ربط الأنظمة المالية المختلفة عالميًا.

إذا تم تبني هذه الأصول الرمزية على نطاق واسع، فإن ذلك سيساهم في تقليل تكلفة المعاملات المالية التقليدية، وجعل التجارة الدولية أكثر كفاءة وسرعة. بدلاً من الاعتماد على بنية تحتية معقدة ووسطاء متعددين، يمكن للبنوك والمؤسسات المالية استخدام شبكة واحدة للتعامل مع الأصول الرقمية، مما سيقلل من التكاليف التشغيلية والوقت اللازم لإتمام المعاملات.

هذه التجربة التي تقودها “سويفت” قد تؤثر على مشهد العملات المشفرة الحالية. فالعملات الرقمية للبنوك المركزية والأصول الرمزية قد تحل محل بعض استخدامات العملات المشفرة التقليدية مثل البيتكوين والإيثريوم في المعاملات اليومية. ورغم أن العملات المشفرة ستبقى موجودة، فإن الاستخدام الرسمي والتدريجي للعملات الرقمية المدعومة من البنوك المركزية قد يغير طريقة التعاملات المالية حول العالم

مع تعزيز سويفت لمنصتها الرقمية، سنرى تبنيًا أكبر للأصول الرمزية على مستوى البنوك والمؤسسات المالية. هذه الخطوة قد تؤدي إلى تسريع الاعتماد على التكنولوجيا الرقمية في القطاع المالي، مما سيغير ديناميكيات الأسواق المالية.

بالنظر إلى أن الصين وبعض الدول الأخرى مثل جزر البهاما ونيجيريا قد بدأت بالفعل في استخدام العملات الرقمية للبنوك المركزية، فمن المرجح أن نرى تبنيًا أوسع لهذه العملات في المستقبل القريب. هذا التطور سيزيد من تأثير شبكة “سويفت” كحلقة وصل رئيسية بين النظام المالي التقليدي والرقمي

التحرك نحو إدماج الأصول الرقمية بشكل أوسع يمكن أن يشكل دافعًا كبيرًا للحفاظ على الهيمنة العالمية لشبكة سويفت، خاصة في ظل تطور العملات الرقمية للبنوك المركزية، ما يمنحها فرصة الاستمرار في السيطرة على نظام المدفوعات الدولية.

Related Post