الخميس. أكتوبر 17th, 2024

لقاء الأسد وأردوغان في أيار.. فرصة لاجتماع “تصالحي”؟

لم يكن ينقص فرضية اللقاء القريب بين الرئيسين التركي رجب طيب أردوغان ونظيره السوري بشار الأسد؛ إلا تصريحات وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، والتي أكد فيها قرب انعقاد اللقاء وبل احتمالية حدوثه قبل موعد الانتخابات الرئاسية التركية والمقرر انعقادها أواخر الشهر المقبل.

كثيرة هي التكهنات التي سبقت تصريحات الوزير التركي والتي صبت في غالبها لمصلحة ترجيح انعقاد “لقاء تصالحي” يجمع الرئيسين أردوغان والأسد خلال عام 2023، لاسيما بعد موجة من التقاربات بين أنقرة ودمشق كانت جلية خلال العام الفائت، فلم تكن التصريحات الصحفية التي أكدت حدوث لقاء “عابر” لكن له دلالاته بين جاويش أوغلو ونظيره السوري فيصل المقداد، حيث تبعه سلسلة من اللقاءات الأمنية “السرية والعلنية” بشكل متواصل وبرعاية روسية.

تصريحات جديدة

وزير الخارجية التركي، قال في مقابلة تلفزيونية تم نشرها يوم أمس الاثنين (24 نيسان 2023) إنه يجري العمل على تحديد موعد للقاء الرئيس السوري، بشار الأسد، والرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، وقد يكون قبل الانتخابات في تركيا “بحسب محادثاتنا مع الطرف الروسي”.


مصادر خاصة تركية أفادت لـ”القبس السورية” بأن موعد اللقاء كان صعب التحديد بسبب شروط “صعبة” وضعتها دمشق، لكن تلك الشروط ليست صعبة لأنها مستحيلة التحقيق أو أن أنقرة تعارضها، ولكن صعوبتها تكمن في خصوصية الوقت التي طرحت فيه تلك الشروط، لاسيما وأن الانتخابات الرئاسية باتت على الأبواب، فضلا عن الأوضاع الاقتصادية والسياسية الداخلية المضطربة في تركيا خلال الوقت الحالي بعد كارثة الزلزال هناك.

أيضا أشارت المصادر إلى أن أنقرة متوافقة مع دمشق على العديد من التفاصيل، وهذه الجزئية المهمة باتت مؤكدة بين الطرفين من خلال الاجتماعات الأمنية، لا سيما فيما يتعلق بتنسيق انسحاب القوات التركية من “بعض” المناطق السورية خلال الفترة القريبة المقبلة برعاية وتنسيق مع روسيا. عمليا ليس هناك مسائل إشكالية كبيرة لكن هناك في المقابل تفاصيل تحتاج إلى تدارس ومباحثات تأتي في وقت صعب سياسيا على الحكومة التركية الحالية.

إلا أن المصادر أشارت إلى احتمالية كبيرة لحدوث لقاء بين وزيري خارجية البلدين وحتى يمكن أن يحصل إما إتصال أو لقاء مفاجئ تحضره روسيا قبل الانتخابات الرئاسية التركية، “الأمور تأخذ منحى إيجابي بين الطرفين”. 

جاويش أوغلو، أوضح خلال لقاء تلفزيوني له مع قناة “tv 100” التركية، أن هذا اللقاء يحتاج إلى تحضيرات، وقد اقتُرح عدد من المواعيد له، أحدها كان في مطلع أيار المقبل، وهو قريب جدا من موعد الانتخابات.

كذلك أشار جاويش أوغلو إلى أن اللقاء قد يسبقه لقاء وزراء الخارجية لإنجاز التحضيرات اللازمة للقاء أردوغان والأسد.

وأكد الوزير أن شروط دمشق في هذه المحادثات غير مناسبة، لأنه إذا انسحب الجنود الأتراك من سوريا، ستملأ “المنظمات الإرهابية” هذه الثغرات، ما يهدد الأمن القومي لتركيا.

في حين يجتمع اليوم، الثلاثاء، وزراء الدفاع ورؤساء إدارات المخابرات لكل من سوريا وتركيا وروسيا وإيران، في العاصمة الروسية موسكو.

اجتماعات متعددة

وكان من المقرر أن يلتقى وزراء خارجية “الرباعي” مطلع أيار/مايو المقبل، بحسب تصريح عدة مصادر روسية، وذلك بعد أن التقى نواب وزراء الخارجية بموسكو، في 4 من نيسان/أبريل الحالي، ليتم التنسيق بعدها للقاء الزعماء.

ومنذ انطلاقه في 28 من كانون الأول/ديسمبر 2022، عبر لقاء وزراء الدفاع لكل من سوريا وتركيا وروسيا في موسكو، لم يشهد مسار التقارب التركي السوري أي لقاء رسمي بين الطرفين خارج إطار وزراء الدفاع ومسؤولي الاستخبارات، ونواب وزراء الخارجية مؤخرا، رغم الحديث عن خارطة طريق كان مأمولا أن تفضي للقاء رئاسي يجمع الرئيس التركي بنظيره الروسي، والرئيس السوري، قبل الانتخابات التركية.

وكان وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، صرح منتصف الشهر الجاري بأن الاستعدادات لاجتماع وزراء الخارجية بين إيران وتركيا وروسيا وسوريا جارية، ولا توجد شروط مسبقة له، مشددا على ذلك بقوله، “موقفنا بسيط للغاية؛ الشروط المسبقة غير مناسبة”.

Related Post