الخميس. أكتوبر 17th, 2024

تصعيد الفصائل العراقية ضد إسرائيل.. مآلات المواجهة وتداعياتها الإقليمية

Members of the Hashed al-Shaabi, or Popular Mobilisation Forces (PMF), paramilitaries stand guard during a funerary procession for Wissam Alyawi, a leading commander of the Asaib Ahl Al-Haq faction that is part of the PMF, in the Iraqi capital Baghdad on October 26, 2019. - The headquarters of Asaib Ahl Al-Haq in Iraq's southeastern Missan province was torched on October 25, with the group's leading commander and his brother killed, after being stormed by protesters. Alyawi was pronounced dead by the group after footage circulated online showing him writhing in an ambulance as a crowd of men tried to break into it. (Photo by AHMAD AL-RUBAYE / AFP)

أعلنت الفصائل العراقية المنضوية في ائتلاف “المقاومة الإسلامية” الأربعاء، استهداف ميناء حيفا بواسطة الطيران المسيّر، مؤكدة استمرار عملياتها ردّاً على انتهاكات السلطات الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني.

تصعيد الفصائل العراقية المنضوية في ائتلاف “المقاومة الإسلامية” ضد إسرائيل من خلال استهداف ميناء حيفا بالطائرات المسيرة يشير إلى تحول خطير في الصراع الإقليمي، حيث تدخل العراق بشكل غير مباشر في النزاع الإسرائيلي-الفلسطيني. هذا التحرك يحمل دلالات متعددة على المستويين الإقليمي والدولي.

هذا الاستهداف بالطائرات المسيّرة يعكس مدى التطور في قدرات الفصائل المسلحة في العراق، التي باتت تملك تكنولوجيا متقدمة لتوجيه ضربات دقيقة بعيدًا عن حدودها. استخدام الطائرات المسيرة، وهو تكتيك كانت إيران ووكلاؤها في المنطقة يستخدمونه بشكل متزايد، يعد دليلاً على أن العراق بات ساحة جديدة لاستعراض النفوذ الإقليمي ضد إسرائيل. الفصائل العراقية تتبنى لغة “المقاومة” وتستمد شرعية أفعالها من دعم القضية الفلسطينية، مما يعزز من ارتباطها بالمحور الإيراني الذي يروج لفكرة المقاومة المسلحة ضد إسرائيل.

هذا التصعيد يحمل في طياته تداعيات إقليمية خطيرة، حيث يمكن أن يؤدي إلى توسيع رقعة الصراع بين إسرائيل وإيران عبر وكلائها في المنطقة. الفصائل العراقية، التي ترتبط بشكل وثيق بإيران، قد تجد نفسها في مواجهة مباشرة مع القوات الإسرائيلية في حال استمرت هذه الهجمات. في المقابل، قد تستخدم إسرائيل هذه الهجمات كذريعة لتعزيز استهدافاتها في سوريا والعراق، حيث توجد قواعد للفصائل المدعومة من إيران.

في ظل هذه التوترات، تلعب الولايات المتحدة دورًا مهمًا في محاولة تهدئة الوضع، كما أظهرت تصريحات السفيرة الأمريكية في العراق. واشنطن تجد نفسها في موقف حرج؛ فمن جهة، هي ملزمة بدعم إسرائيل وحمايتها، ومن جهة أخرى، تسعى إلى الحفاظ على استقرار العراق وتجنب تصاعد التوترات بين الفصائل العراقية والقوات الأمريكية المتواجدة في المنطقة. التحركات الدبلوماسية الأمريكية تهدف إلى إيجاد مخرج سياسي للنزاع في غزة، لكن تزايد التصعيد العسكري في العراق قد يعقد هذه الجهود.

على المدى القريب، يمكن أن يؤدي استمرار الفصائل العراقية في استهداف إسرائيل إلى تصاعد التوترات الإقليمية، خاصة إذا ردت إسرائيل بضربات انتقامية. هذا التصعيد قد يؤدي إلى زعزعة استقرار العراق، الذي يعاني بالفعل من تحديات سياسية وأمنية داخلية. إضافة إلى ذلك، قد يستغل تنظيم “داعش” هذا التوتر ليعيد تنظيم صفوفه ويشن هجمات جديدة داخل العراق، مما يزيد من تعقيد الوضع الأمني في البلاد.

Related Post